top of page

الكتاب

عندما تتلقى خبراً عن حادث تعرض له إبنك ، ويتم وصف الإصابة أنها بليغة ، تُشَّل أوصالك ، وتتوقف الحياة فجأة. صدمة تغير مسار حياتك ، وتستنفر كل مصادرك ؛ تحشدها للإستجابة والإستشفاء من هذه الكارثة. فلقد تعرض ابني علي السعدي لحادث مروري كاد أن يودي بحياته.

في هذه القصة ، وبناءً على رغبة من إبني في توثيق قصته كعبرة، سأقص التفاصيل القاسية التي تعرضنا لها كعائلة وأقارب وأصدقاء ، والدروس المستفادة التي ستفيد القارئ حتماً ، خلال رحلة علاجية استغرقت عاماً ، نتمنى من خلالها أن تكون عبرة تجنب الآخرين الأحزان إن شاء الله. ونأمل يستفيد منها من له علاقة بالمواضيع التي ستتم مناقشتها.

أما من عانى قرب الأرواح الطاهرة التي فارقتنا بسبب الحوادث المرورية المأساوية ، فنأمل أن يجدوا في هذا الكتاب المواساة والعزاء لهم والوسيلة ليصبحوا دعاة للسلامة المرورية. 

كلمة علي السعدي

 

إخواني وأخواتي ،

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

آسف من كل قلبي لما سببته لنفسي ، ولوالدي ، ووالدتي ، وماما منى ، وعميمة ، وجميع أفراد أسرتي وأصدقائي وأحبابي ، من ألم ومعاناة ، كنت السبب فيها ، والملام عليها.

نعم أخطأت في حق نفسي ، وحقوق الآخرين ، عندما كنت أقود سيارتي بدون حزام الأمان. وعندما كنت أقود سيارتي وأنا أكتب بالهاتف النقال. كنت أشعر بأني لا أُقهر ، حتى قهرتني تجاوزاتي للقانون. غلطة بسيطة ، كلفتني سنوات من العمر ، ضاعت هباءً ، وعشتها في مرارة وألم ، كما ستحكيها لكم هذه القصة.

إستفدت من تجربتي رغم أنها تكررت مع الآخرين الذين رحمهم الله والمشلولين. ويقولون ، من يستفيد من تجاربه فقط ، ولا يستفيد من تجارب الآخرين ، فهو أحمق. نعم ، أعترف بحماقتي!

أشكر الله العلي القدير الذي لطف بحالي ، ومنحني درساً لن انساه في حياتي ، أرغمني على مناشدة والدي بتوثيق قصتي آملاً أن تكون عظة للآخرين.

وأول درس إستفدته ، هو أن أحترم القوانين المرورية التي لم تكتب إلا لسلامتنا جميعاً. وأخص لكم نصيحة أخيرة: إعقلها وتوكل على الله:

إربط الحزام وأغلق الهاتف.

ربي حفظكم وسلمكم

 

علي راشد السعدي

bottom of page